Saturday 12 August 2017

آخر البدع: الجعاجعة يشطبون سورية عن الخريطة

 الجعاجعة يشطبون سورية عن الخريطة

طلال سلمان
أغسطس 12, 2017


حكمتْ علينا المقادير بأن نقبل، مرغمين، القَتَلَة في قصور الحكم…

وحكمتْ علينا التوازنات السياسية المهينة للكرامة والحق والحقيقة، بأن نسلّم بالعفو عن قَتَلَة رمز الوطنية والنزاهة في الحكم العربي الصميم، وابن طرابلس ذات التاريخ الوطني المجيد، الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وهو يمارس مسؤولياته الوطنية كرئيس للحكومة، في أقسى الظروف وأصعبها…

أما أن يُقرِّر الجعاجعة سياسة الدولة وعلاقاتها بمحيطها، فهذا أمر مرفوض، كائنة ما كانت المبرّرات والملابسات والظروف…

آخرُ مبتدعات الجعاجعة اعتراضٌ على أن يقوم وزراء في هذه الحكومة الجليلة بزيارة دمشق، ولو لمناسبة افتتاح معرض دمشق الدولي، أو للمشاركة في ندوة ثقافية أو في احتفال بعيد الجلاء…

الذريعة ـ الآن ـ أنّ جامعة الدول العربية قد اتخذت، ذات يوم، قراراً همايونياً بتمويل قطري وصمت سعودي، بل خليجي شامل بتعليق عضوية سورية فيها… وهي إحدى الدول الخمس المؤسّسة لهذه الجامعة التي توفّاها الله مع زيارة

السادات الى القدس المحتلة ثم شبعت موتاً مع تولي أبي الغيط أمانتها العامة…

رضينا بالهمّ والهمّ لا يرضى بنا…

سورية، مثل لبنان، باقية دولة كبرى، وشقيقة كبرى، وجارة كبرى…

والعلاقات معها أخويّة، أبديّة، سرمديّة… كائناً مَن كان حاكمها. ولا يستحقّ هذا التنظيم الميليشياوي أن نضحّي بهوية لبنان، من أجل خاطر وزرائه الكرام… الذين أُدخلوا «جنة الحكم» لأول مرة فتقدّموا ليتحكّموا بقرار الدولة ومصالحها.

هذا كثيرٌ، أيُّها الحكيم الذي لم يُكمِل دراسة الطبّ!

آخر البدع الجعجعية: سورية غير موجودة

خليل إسماعيل رمَّال

أغسطس 12, 2017

للمرة الثالثة نُضطّر أنْ نتحدث عن سورية بسبب تآمر وألاعيب المعسكر المعادي لها. ذلك أنّ آخر تقليعات بلد البدع والأعاجيب سياسة بقايا صغار 14 آذار في الحكومة الحريرية، وبالأخصّ تيار «المستقبل» وحزب «القوات»، تجاه سورية. فبعد تعيين سفير للبنان في دمشق، وهذا اعترافٌ رسمي وعلني بالحكومة السورية الحالية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، نشب خلاف داخل الحكومة حول زيارة وزراء إلى سورية بصفةٍ رسمية. فزعم المكابرون أنّ هذا يشكِّل خرقاً لسياسة «النعي بالنفس» المعروفة التي أسّسها ميشال سليمان ونجيب ميقاتي.

وتتضمّن حُجَّة الأجداث المتحركة والتي لا تقلي عجَّة انّ موضوع سورية غير واضح ووضعها ملتبس داخل «جبّانة» الدول العربية، وهي ملفّ خلافي بين اللبنانيين! ولكن يا «أصدقاء كوندي» ماذا عن الملفات الخلافية المتعلقة بالسعودية وأميركا والبحرين واليمن مثلاً؟ هل هناك إجماعٌ عليها؟! أم أنّ بقايا فرقة حسب الله اللاعبة على خط النفط والغاز هي التي تقرّر ما هو الملفّ الخلافي أو خلافه؟!

وبالإضافة إلى أنَّ المعادين لسورية متخبّطون خبط عشواء، فهم أيضاً مهرّجون فاشلون وليس عندهم «جنس الهضامة»! فهم يريدون إرسال الوزراء الى دمشق بصفتهم الشخصية وعلى حسابهم الخاص من دون تأثير رسمي للزيارات على الدولة، وكأنّ دمشق التي تكسّرت أعتابها وطرقاتها من خطى زياراتهم المتملّقة، أصبحت طاعوناً يجب تجنّبه أو غير موجودة على الخريطة. لكن مشكلة هؤلاء أنَّ سورية تنتصر على الإرهاب وستبدأ فيها قريباً ورشة البناء والإعمار وهناك سماسرة ولصوص في لبنان لا بدّ أنّ لعابهم يسيل سلفاً للمشاركة في الربح، فمِن مصلحة مَن ترميم العلاقات مع سورية والتي تتطلب زيارات وزراء مختصّين إلى دمشق؟! ثم كيف يعمل اللعي بالنفس هذا ولبنان ما زال يشتري الكهرباء من سورية وهي في حالة حرب كونية عليها بينما «شبه الوطن» ينعم بالسلام منذ 1989 وما زالت الخدمات فيه جرصة لدى دول العالم؟!

نزيل معراب عقد مؤتمرين صحافيين لكي يقنعنا بأنّ الحكومة والرئيس غير موجودين في سورية، وأنَّه في ما يخصّ موضوع الكهرباء، فهناك اتفاق مع سورية موجود منذ سنوات ولا يجب خلط ذلك بالسياسة! إذاً بالمنطق نفسه هناك معاهدة أكبر هي معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق، والتي انبثق عنها المجلس الأعلى اللبناني ـ السوري، فلماذا لا يتمّ التعاطي مع هذه المعاهدة ومع هذا المجلس مثل اتفاق الكهرباء؟ أم أننا نستفيد من سورية بأشياء حسب المصلحة وننبذها متى نشاء؟ كيف يتحمّل الرئيس ميشال عون رجلاً كهذا ومنطقاً كهذا حتَّى الآن؟!

ثم كيف يُسمَح لوزير الدفاع بزيارة العراق، مع أهمية الزيارة، وعقد اتفاقات عسكرية معها من ناحية، ومن ناحية ثانية محرَّمٌ عليه زيارة سورية التي بيننا وبينها حدود طويلة مشتركة واتفاقيات أمنية واقتصادية، عدا عن أنها المتنفس الوحيد لنا؟! ألا يذكر هؤلاء عندما أغلقَت سورية حدودها في السبعينيات على عهد الرئيس سليمان فرنجية كيف اختنق لبنان، وكيف سعى الجميع لإعادة فتحها؟! وماذا عن الإرهاب الذي يحاربه لبنان ومصدره المرتزقة شذاذ الآفاق التكفيري الوهابي الذين استقدموا إلى سورية، أليس من مصلحة لبنان التنسيق مع الجيش السوري وحلفائه لدحر هذا السرطان؟! وهل كانت معركة تحرير الجرود لتتمّ لولا سواعد المقاومة والجيش اللبناني ومساندة سورية والحلفاء؟!

تماماً، كما حدث في حرب تموز التي ما زلنا نعيش ذكرى انتصاراتها هذه الأيام، تتمّ مصادرة انتصار الشعب اللبناني على الإرهاب الإجرامي في جرود عرسال. فقد طالعنا بالبداية المشنوق بموقف حاقد مسلوق، وكأنه يعيش في زمن السلجوق، أو في عصر مسروق، يدّعي فيه أنّ سفاحي «النصرة» كانوا 500 فقط، وأنه لن يعطي الفضل للمقاومة وأنَّ الجيش كان بمقدوره تحرير الجرود لولا القرار السياسي! أيّ أنّ الجيش اللبناني، مع احترامنا لتضحياته وعطاءاته، كان سيتمكّن من فعل ما عجزت عنه أقوى جيوش المنطقة لا بسبب عدم قدراتها المادية وغير المادية، بل بسبب تكتيكات حرب العصابات الإرهابية وفِي مناطق هي الأكثر وعورة في العالم!

الظاهر أنَّ على المشنوق أنْ يكمَّل إجازته في اليونان أو في… عرسال واللقلوق.

فتحرير الجرود حصل نتيجة جهد مشترك تحاول جوقة «الدنيا هيك» تمييعه، هو جهد المقاومة مع الجيشين اللبناني والسوري والحلفاء في محور المقاومة، مهما كابر الحاقدون. وليس صحيحاً أنّ الجيش لن يطلب مساعدة من أحد في المعركة المرتقبة ضدّ «داعش»، لأنّ العدو أشرس والمنطقة التي يسيطر عليها أكبر، لذا فلن ينتصر من دون المقاومة والجيش السوري، مع تقديرنا له مرة أخرى!

كان بإمكان سورية أن «تتبغدد» على لبنان وتفرض عليه طلبات تعجيزية، كما يفعل ساسة لبنان اليوم، وكانت تستطيع عرقلة رحيل إرهاب «النّصرة» الظلامي الوسخ إلى مناطقها، لكن سورية هي أكبر من ذلك، وتصرّفت تصرّف الشقيق الأكبر مع أنّ كلّ هذا لم ينفع مع جاحدي النعمة وقليلي الوفاء!

علقة براكيل 14 آذار أصبحت سخنة بعد تحرير الجيش السوري والمقاومة لمنطقة «السخنة»، وها هو يصل الى منطقة السويداء عند الحدود الأردنية، ويقف على أعتاب دير الزور وإدلب لاستكمال تحرير الأرض من دنس الشياطين.

أعداء سورية هم اليوم أمام مفترق طرق. حتى بني سعود أبلغوا أتباعهم في المعارضة السورية أنَّ الأسد باقٍ، وحجبوا رياض حجاب عن العمل السياسي بطرفة عين، فماذا ينتظر هؤلاء؟

على لبنان أنْ يحذو حذو الدول المهمة التي عادت إلى دمشق من الباب الواسع واعترفت بصحة موقفها، وأن لا يستمع لتنبّؤات جعجع التي لم تتحقق منها ولا نصف نبوءة واحدة، كما عليهم ألا يلتفتوا لتخرّصات فارس سعيد وبكاسيني التي على نمط أواسيك وتواسيني لول !


Related Videos






Related Articles
River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: